لا شك في أن ألعاب الفيديو هي من أفضل وسائل الترفيه
المعروفة لدى الناس حول العالم, وممارسة هذه الألعاب أمراً ليس محصوراً بفئةٍ
معينة من الناس دون الأخرى, فترى الجميع يمارسونها ذكوراً أو إناثاً, صغاراً أو كباراً
على حدٍ سواء.
تُعد ألعاب الفيديو السبب الرئيسي الذي يدفع الكثير من مستخدمي
أجهزة الحاسوب إلى شراء أجهزة حاسوب جديدة أو تطوير مكونات أجهزتهم, سواء أكانت
المكونات مادية أم برمجية, وذلك نظراً لما تشهده هذه الألعاب من تطورٍ سريعٍ وهائل
في مستوى رسومها والمساحة التخزينية الكبيرة التي تحتاجها.
وكنتيجةٍ حتمية لما سبق, فإن ألعاب الفيديو هي تلك
القشة التي تتعلق بها الكثير من الشركات المصنعة والمطورة لمكونات الحاسوب المادية
لكي تستمر في الإنتاج والتطوير.
وفي الواقع, إن ألعاب الفيديو هي شغف الملايين من
مستخدمي أجهزة الحاسوب, وذلك نظراً لما تُقدمه من متعة كبيرة, بحيث يستطيع المستخدم
من خلال هذه الألعاب أن يعيش أدواراً قد لا توفر له الظروف المحيطه به إمكانية
تمثيلها بشكل فعلي, أضف لما سبق, أن الكثير من ألعاب الفيديو تُحاكي مُخيلة
الإنسان الخصبة نظراً لما تُقدمه من ظروف وبيئات خيالية غير موجودة في حياتنا وهذا
ما سيدفع الكثير من مستخدمي ألعاب الفيديو إلى خوض هذه التجارب الفريدة من نوعها, والتي لا نلمس وجودها
في حياتنا اليومية.
تُقدم الكثير من ألعاب الفيديو الفائدة لمستخدمي هذه
الألعاب, وذلك لإيمان الكثير من منتجي ألعاب الفيديو حول العالم بأن هذه الألعاب
ليست وسيلة للترفيه وحسب, بل هي وسيلة يمكن من خلالها إيصال الكثير من الأفكار
الإيجابية كانت أم السلبية للمستخدمين حول العالم.
فمن الناحية الإيجابية, تعمل الكثير من ألعاب الفيديو على تنمية مهارات وقدرات
مستخدميها, وذلك من خلال ما تعلمهم إياه من سلوكيات مُحببة ومعاني سامية, كالتضحية
والوفاء والإخلاص والمهارات الإجتماعية المتنوعة, بالإضافة إلى أنها تعمل على بناء
شخصيات الأطفال بأسلوب ترفيهي, وهذا ما يفضله الأطفال لأن كثيراً منهم يكره أسلوب
التلقين.
ومن الناحية السلبية, تعمل الكثير من ألعاب الفيديو على إيصال أفكار سلبية إلى
الناس, وذلك بالعمل على نشر أفكار تيار أو ديانة أو جماعة أو إظهار جهة على أنها
تمثل الخير في العالم وهي ليست كذلك بالفعل.
هناك البعض من مستخدمي ألعاب الفيديو حول
العالم يمارسونها بطريقة خاطئة, نظراً لإضاعتهم الكثير من الوقت في ممارسة هذه
الألعاب متجاهلين الكثير من الأمور الهامة في حياتهم, فالبعض من هؤلاء يفضل أن
يمارس كرة القدم كلعبة فيديو بدلاً من أن يمارسها على أرض الواقع كرياضة, وهذا
بالتأكيد أمرٌ سلبي للغاية.
أضف إلى ما سبق أن البعض من مستخدمي ألعاب الفيديو لا يستطيع أن يتحلى بالهدوء
أثناء اللعب أبداً وكأن اللعبة مسألة حياة أو موت! وهذا بالتأكيد سيؤثر سلباً على
صحته وسلوكه على المدى البعيد.
وأخيراً, تبقى ألعاب الفيديو كغيرها من الأمور, سلاحٌ
ذو حدين. الأمر مرتبط بطريقة تفكير المستخدم ونظرته للحياة, فأفضل ألعاب الفيديو
قد تغدو مصدراً للتوتر والعصبية بين يدي البعض, بينما أسوأ الألعاب قد تصبح مصدراً
للمتعة والفائدة بين يدي البعض الاخر ... الأمر عائد إلى المستخدم طبعاً.
سامر المناصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق