قبل أيام قليلة؛ وعن طريق الصدفة، أثناء اختبار بعض الأفكار لأكتب عنها ضمن صفحات مشروعي “كيف تك“، لاحظت مشكلة غريبة تنتهك حقوق مستخدمي موقع فيسبوك دون علمهم بذلك، أو بعبارة أصح، قد تُعتبر إنتهاك لحقوق المستخدم؛ كون إدارة فيسبوك لا تعتبرها كذلك!
هذه الثغرة؛ إن صحت تسميتها بذلك- تساعد في الحصول على صورة المستخدم الشخصية بحجمها الكامل حتى إن كانت خصوصية الصورة هي “أنا فقط” only me، حيث يمكن الحصول على صورة أي مستخدم كان قد وضع صورته الشخصية بشكلٍ محمي يمنع بقية مستخدمي فيس بوك الغرباء من فتحها.
الأمر بسيط، فقط يجب الضغط على صورة المستخدم المحمية ضغطًا مطولًا مع السحب إلى شريط العنوان الخاص بالمتصفح المُستخدم، وسنحصل على الصورة بحجمها الصغير المسموح برؤيته على صفحة المستخدم (160×160) أو ما يُعرف بـ “النسخة المصغّرة” thumbnail.
سيكون عنوان الصورة على الشكل التالي: https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net/hprofile-ak-frc1/c19.19.239.239/s160x160/××××××××_n.jpg وكل ما يجب فعله هو حذف s160x160/ من رابط الصورة ومن ثم الضغط على زر إنتر، وبالتالي الحصول على الصورة بحجمها الأصلي الذي قام المستخدم برفعها به. وفي ذلك انتهاك لخصوصية المستخدم، حيث يمكن الحصول على صورته بحجمٍ كبير دون إذنه، على الرغم من أنه يمنع إمكانية الضغط على الصورة للحصول عليها.
بعد أن شاهدت هذا الأمر قررت مراسلة فيسبوك للتبليغ عن هذه المشكلة؛ التي اعتقدت أنها ثغرة في البداية، وبعد مراسلتهم وصلني الرد بأن الصور الشخصية الحالية دائمة الظهور للجميع، حتى وإن كان فيسبوك لا يوفّر إمكانية الوصول المباشر إلى الصورة بحجمها الكبير، وليس هناك قيود على حجم الصورة، وطُلب مني قراءة “من يمكنه مشاهدة صورتي الشخصية“.
في البداية وأثناء القراءة بسرعة ظننت أن موظف فيسبوك لم يفهم المقصد من كلامي، ولكن بعد التأكيد بالبنود المذكورة على الموقع، فقد لاحظت أن “الصورة الشخصية الحالية يمكن للعامة مشاهدتها. يمكن تغيير من يمكنه رؤية تسجيلات إعجاب أو تعليقات على الصورة” فقط! أي لا يمكن تغيير من يمكنه الحصول على صورتي بحجمها الكامل ضمن سياسة فيسبوك.
معظمنا يعتقد أنه في حال وضع خصوصية صورة ملفه الشخصي بأنها مرئية “له فقط” أو “لأصدقائه فقط”، فلن يتمكن الغرباء من مشاهدتها بدقتها الكبيرة. صراحةً قد لا يكون الأمر مهمًا لشاب مثلي، إلا أنني لاحظت أن معظم مستخدمات فيسبوك؛ وخاصةً العرب، يضعن صورة شخصية بعيدة لهم ولا تظهر تفاصيل الوجه وما إلى ذلك في وضعها المصغّر، وتقوم المستخدمة بوضع خصوصية لصورتها كي لا يتمكن الغرباء من تكبيرها ومشاهدة تفاصيل الصورة بوضوح.
هنا تكمن المشكلة؛ التي كما ذكرت، قد لا تعتبرها أنت مشكلة بالنسبة لك، إلا أن البعض يجهل ذلك وقد لا يرغب بأن يحصل أي طرف آخر على صورته بحجمها الكامل، كون ذلك قد يسبب بعض الإشكالات في حالات معيّنة، وقد تصل الصورة لأيدي عابثين وحصول مشاكل لا تحمد عقباها.
رغم أن فيسبوك استطاعت تبرئة نفسها ضمن صفحات الخصوصية لديها، إلا أنني لم أكن أعلم -وكذلك معظم مستخدمي الموقع- بأن أي شخص غريب وليس من أصدقائي سيتمكن من مشاهدة صورتي بأبعادها الكاملة.
وبعد تجارب أخرى، وجدت أن هناك حالة واحدة لا يمكن بها الحصول على الصورة بحجمها الكبير، وهي في حال قام صاحب الصورة باختيار “ملائمة الحجم” Scale to fit، حيث لا يمكن حينها الحصول على الصورة بحجمها الكامل، بالإضافة إلى خيار آخر قد يصلح أيضًا، وهو عدم رفع صورة بأبعاد كبيرة منذ البداية!
أعلم أن هناك تطبيقات وإضافات للمتصفحات تساعد في ذلك، وهي تطبيقات طرف ثالث ولا تعترف بها فيسبوك في حال كانت هي سبب المشكلة، إلا أن ما وجدته لا يحتاج لأي برمجية مساعدة. على أي حال، هل تعتقد أن هذه المشكلة قد تنتهك حقوق المستخدم الذي اختار أن يُخفي صورته عن فئة محددة إلا أنه يمكن الحصول عليها؟ أم أن الأمر طبيعي ولا يحتاج كل هذا الحديث؟ أتمنى أن أقرأ آراءكم المعقلانية.
بقلم: عمر بني المرجة
بقلم: عمر بني المرجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق